عن موقع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين
ترجمة: روز الحمصي
لم تسمع لينا عن زوجها منذ اعتقاله في سورية قبل عامين،
وهي الآن لاجئة في لبنان، تعيش في مخيم اللاجئين مع أطفالها السبعة.
عمان، الأردن، 8 حزيران/ يونيو (المفوضية السامية لشؤون اللاجئين)
هناك أكثر من 145000 أسرة سورية لاجئة في مصر، ولبنان، والأردن، والعراق. وواحدة من كلّ أربعة من هذه الأسر تُعيلها نساء لوحدهنّ من أجل البقاء على قيد الحياة، بحسب ما يشير تقريرٌ للمفوضية الساميّة لشؤون اللاجئين.
يرفع التّقرير النّقاب عن صراع يوميّ للاجئات سوريةت من أجل تغطية نفقاتهن، ويُسلّط الضوء على معركة النّساء في سبيل الحفاظ على كرامتهن، ورعاية أسرهنّ في منازل مزدحمة متهدّمة، وملاجئ مؤقتة غير آمنة، إضافة إلى الخيام.
تعيش العديد من هؤلاء النّساء تحت تهديد العنف والاستغلال، حيث يواجه أطفالهنّ الصّدمة، والضيق بشكل متصاعد.
بالاستناد إلى 135 شهادة شخصية، وبالنظر إلى مقابلات أجريت مع لاجئات في فترة الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2014، وُجد أنهنّ قد أجبرنّ على تحمّل مسؤولية أسرهنّ لوحدهنّ، وذلك بعد أن قُتل أو أُلقي القبض على أزواجهنّ، لتجدن أنفسهنّ في دوّامةٍ من العزلة والقلق والمصاعب.
الصّعوبة الأساسيّة التي ذُكرت من قبل النّساء هي نقص الموارد، فمعظم النّساء يكافحن من أجل دفع الإيجار، وتأمين الطعام، وشراء المستلزمات المنزلية الأساسيّة. وقد اضطر عدد منهنّ بسبب نفاذ مدخراتهنّ إلى بيع خواتم زفافهن. خُمس هؤلاء النّساء دُفعن للعمل، والعديد منهم وجد صعوبة في إيجاد وظيفة، و فقط فئة قليلة منهنّ تلّقت الدّعم والمساندة من بعض الأقارب.
حصلت بعض النّساء على المعونة من بعض المساجد المحليّة، أو الملّاك الذين سمحوا لهنّ بالبقاء دون دفع الأجرة. رُبع هؤلاء يتلقّون المساعدة النقديّة من المفوضية ووكالات الإغاثة الأخرى. ومايقارب الثلثين حصلن على المساعدة بالاعتماد على تلك الموارد، فيما يقول الثلث المتبقي أنهنّ لا يملكن مايكفي من الطعام.
دعت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين إلى اتخاذ إجراءات جديدة عاجلة من المانحين والحكومات المضيفه ووكالات الإغاثة، وقال أنطونيو جوتيريس، المفوض الساميّ لشؤون اللاجئين للأمم المتحدة: « إن هروب مئات آلاف النساء من الخراب في وطنهم هو الخطوة الأولى في رحلة شاقة مليئة بالصعوبات». ويتابع جوتيريس: «لقد نفذ كلّ ما لديهن من المال، وهن اليوم يواجهن التهديدات اليومية على سلامتهن، ويُعاملن كمنبوذات لفقدان أزواجهن في هذه الحرب الشرسة. إنه لأمر مخزٍ ، أن يتم إذلالهن لفقدانهن كل شيء».
وقد ذكرت أنجيلينا جولي المبعوث الخاص للمفوضية: «أن اللاجئات السوريةت متماسكات ويظهرن قوة غير اعتيادية وبالرغم من هذا المجتمع المهشم، فإنهن يكافحن ويوصلن أصواتهن في سبيل الحصول على حماية ومساعدة لا يمكن تجاهها».
الحياة في المنفى لأولئك النساء تعني أن يصبحن معيلات لأنفسهنّ وأسرهنّ بعيداً عن مجتمعاتهن ومواردها التقليدية، الأمر الذي يشكل عبئاً مضاعفاً يدفع بالكثيرات للاعتماد بشكل كلي على المساعدات الخارجية.
60% من النساء اللاجئات أعربن عن شعورهن بعدم الأمن، وواحدة من كل ثلاثة منهن تخاف من مغادرة منزلها. نهى، سافرت مع زوجها إلى القاهرة، لكنّه قُتل هناك بطلق ناري أثناء ممارسته العمل. تقول نهى: «لا أريد مغادرة المنزل بسبب الحزن في داخلي، لقد هربنا من الموت في سورية لنجده ينتظرنا هنا في مصر».
وقد اشتكت العديد من النساء من التحرش اللفظي الدائم من قبل سائقي سيارات الأجرة، وسائقي الحافلات والمُلاك، ومقدمي الخدمات، فضلا عن الرجال في المحلات التجارية، وفي السوق، وفي وسائل النقل العام وحتّى في توزيع المساعدات.
وبحسب ديالا التي تعيش في الاسكندرية: «المرأة هي الفريسة الوحيدة في مصر لجميع الرجال». أمّا زهوة التي تعيش في الأردن فتقول أنها تعرّضت لمضايقات من قبل اللاجئين حتى عند جمع كوبونات الغذاء. «كنت أعيش بكرامة، أما الآن فلا أحد يحترمني لأنني لست مع رجل».
وتقول العديد من النساء أنهن تعرضن للاغتصاب، إلا أن العديد لسن مستعدات لمناقشة العنف الجنسي أو العنف القائم على الجنس. تقول نور وهي لاجئة في لبنان :»لن ألجأ لأي منظمة للمساعدة، أفضل البقاء هادئة ووضع الملح على الجرح على أن أخبر أحداً بأي شيء».
إصافة لذلك تشعر معظم اللاجئات بالقلق على مستقبل أطفالهن. تقول دينا، لاجئة في مصر: «لدي ما يدعو للقلق فيما يخص الأمور المالية والمدرسية، ينبغي علي حماية أطفالي وتوفير مستلزماتهم، ومنحهم حب الأم في الوقت نفسه».
وهناك أكثر من 150 منظمة لتوفير الخدمات والدعم للنساء اللاجئات السوريةت وعائلاتهن. ووجدت الأبحاث أمثلة كثيرة للاجئات من النساء أخذن زمام المبادرة ودعمن بعضهن البعض وعملن على إيجاد حلول لنضالهن اليومي، كما أبرزت أيضاً عدداً من جوانب اللّطف والكرم من قبل المجتمعات والبلدان المضيفة، إلاّ أنّ تلك المساعدة كانت أقلّ من المطلوب.
ودعت الجهات المختصة إلى بذل المزيد من الجهد لمساعدة اللاجئات السوريةت على الوقوف على أقدامهن، وكسب مايكفي من المال للعيش. حيث هناك واحدة من كل خمس نساء تعيش دون زوج مع اطفالها.
وطالب التقرير أيضا الحكومات المضيفة بإيجاد حلول لجمع شمل اللاجئات مع أسرهن، كما تحتاج المجتمعات المضيفة دعما منقطع النظير. وفي ظل العديد من الصعوبات وتصاعد التوتر، تعكس المرأة اهتماماً أكبر في المجتمعات المحيطة.
مع 2.8 مليون لاجئ، وملايين المشردين داخلياً، تعاني سورية الآن أكبر أزمة نزوح في العالم. ومنذ بداية 2014 تم تسجيل أكثر من 100000 لاجئ سوري في البلدان المجاورة كل شهر، ومن المتوقع أن يصل العدد الإجمالي للاجئين إلى 3.6 مليون مع نهاية العام.
اضف تعليق