د. عبد الفراتي
كُنّا قَدْ انْتهيْنا في الحَلقة الأُولى مِنْ هذا المُحْور الاِقْتصاديّ مِنْ سَرْد أَلْواحِ الزّبْدة، أَعْني مِنْ سَرْد مُنْجزات التّنميّة الاِقْتصاديّة الضّحْلة التي تَرَاكمتْ في الاِقْتصاد السّوريّ عبْر سِلْسلة زَمنيّة طَالت لِأكْثر مِنْ أَرْبعة عُقود، كَانَ ذَلك اخْتيارُ الزّبدة عَلى حِساب البُنْدقيّة. أَمّا حَديثُ البُّنْدقيّة، فالحَديثُ يَطولُ وَيَطولُ، ويَبْدو أنّه-في المَدى المَنْظور- حَديثٌ باقٍ ومُمْتد.
لَنْ نَعودَ إلى العُقودِ الأَرْبعة كَاملةً لِنَسْردَ حِكايةِ البُنْدقيّة، فَحَرارةُ السّنَوات الثّلاثِ الأُولى مِنْ عُمْر الثّوْرة كَفيلةٌ بِإذابَة أَعْتى مَصَانع الزّبْدة لأَقْوى اقْتصاديّات العَالم، ولِذا فَسنصْعد سُلّم مِقْياس الحَرارةِ الرّصاصيّ دَرجةً دَرجة مُنْذ بِداية الثّوْرة وُصُولاً إلى عَتَبة الاِنْصهار.
بِدايةُ الحِكاية تَعُود إلى ايدْيولوجيّة العَسْكرة التي صَبَغت الاِقْتصاد السّوريّ مُنْذ سَبْعينيّات القَرْن المَاضي، ووِفْقاً لِهذا النَّهْج فإِنّ جزْءاً هامّاً منَ المُوازنةِ العَامّة للدّوْلة تَذْهب للمَجْهود الحَرْبيّ على اعْتبار أَنّ سُورية هيَ دَوْلة مُواجَهة خُرافيّة. تَطوّر هَذا الجزْء لِيَتحوّل لاحِقاً إلى المَجْهود الأَمْنيّ والحِزْبيّ، ولتُصْبح المَوَارد الاقْتصاديّة عِهْدة أَمْنيّة تَحْرسها «أيَادٍ أَمينة»، ويَذْكر مَعْهد بُحوثِ الدّراسات، أَنّ الرّقَم المُخصّص للمَجْهود الحَرْبيّ لا يَتَجاوز الـ7% مِنَ النّاتجِ القَوْميّ للبِلاد، وهُو أَمْر يَدْعو للسّخْرية قَبْل أَنْ يَكونَ للدّهْشة، فالمِلْيارات مِن اللّيرات التي صُرِفت وتُصْرف على آَلة الحَرْب وعَلى امْتداد الجُغْرافيّة السّورية تَحْتاج وبالأَرْقام التّقْديرية فَحسْب، إلى أَكْثر مِنْ نِصْف الإِنْتاج القَوْميّ، أَيْ مَا يُنَاهز الـ 10 مِلْيارات دولار على أَرْقام عَام 2010. كَما تُشير بَعْض التّقْديرات مِنْ تَقارير أُمَمية -كتَقْرير الاسكوا مُؤخّراً- إِلى أَنّ الحَرْب إذّا اسْتمرّت عَاماً آخَراً (أَيْ إلى 2015)، سَيكونُ النّاتج القَوْميّ بِرمّته في خِدْمة الدّيْن العَام، وسَتَقع البِلاد في شَللٍ نَقْديّ مُبَاشر، وتَتحوّلُ إلى مَدْيونيّة صرْفة.
لَيْس ذَلك سوى الدّرجة الأُولى مِنْ مقْياس الرّصَاص، إِذْ تَسْتمرّ الحَرْب مُنْذ ثَلاث سَنوات ومَعَها يَسْتمرّ النّزْف الاِقْتصاديّ مِنْ كلّ جَانب، فالجَيْش والشّبيحة ومَنْ في حكْمهم يَتقَاضوْن لِوحْدهم مَا يُقارب 300 مِلْيار ليرة، هَذه النّفقاتُ الطّارئة على المُوازنة لًمْ تَكُن بِهذا الحَجْم يَوْماً، فَلا يُخْفى عَلى أَحدٍ فَسادُ المُؤسّستيْن العَسْكرية والأَمْنيّة، وطَوابيرِ الرّواتِب والأَسْماء الوَهميّة التي تُقْبض شَهْرياً وهي عَلى الوَرَق، كَمَا يَقْبض مُعلّمو التّربيّة الوَهْميّون عَلى ذَات الوَرق. هَذا لَيْس بِجَديد، الجَديد هُو حَجْم الوَرق وامْتدادُه، فالأَعْداد المُغطّاة حَديثاً بمَجْهود «الحَرْب الجَديدة» تَحْتاج إلى مَوارد مَوازنيّة جَديدة، فإِذا ما أُخِذ بالحِسْبان أَنّ كَثيراً مِنَ المَوَارد الاِعْتيادية للمُوازنةِ قَدْ خَرَجت مِنْ رقْبة وزَارة المَاليّة، واِنْتقلَت إِلى جَانب المُعَارضة، فالحلذ الوَحيد البَاقي هُو الوَرَق (أَيْ الطّباعة لإِصْدار نَقْديّ جَديد) يُغطّي كُلّ هَذا الجنُون المُنْتشر عَلى الأَرْض، لا أَدَلّ عَلى ذَلك مِنْ عَام 2013 الذي وَصَلت مُوازنتُه لِما يُقَارب 1300 مِلْيار ليرة، في حين لَمْ تَحْصَل وزَارة المَاليّة مِنْها سِوى 630 مِلْيار فَقَط، ومُوّل البَاقي طِباعةً أَغْرقت البِلادَ بِأَمْواجٍ مِنَ العِمْلة الوَرقيّة بِغِطاءٍ دَمَويّ، لا ذَهبيّ.
وتِلْك كَانتْ الدّرجة الثّانيّة في المِقْياس الرّصَاصيّ. أمّا الدّرجة الثّالثة فَتخصّ قُوّة العَمَل السّورية، وَهي تَعْني «اصْطلاحاً» القَادرينَ عَلى العَمل والرّاغبينَ بِه مِنْ إجْمالي السّكان، وكُنّا قَدْ ذَكرْنا في الحَلَقة المَاضيّة أَنّ رخْص الأَيْدي العَامِلة السّورية ومَهَارتها الفّائقة قِياساً إلى مَثيلاتِها شَكّل عامِلاً مُهمّاً لِجَذْب الاِسْتثْمارات نَظراً لاِنْخفاضِ تَكاليفِ تَشْغيلها، لَكنّ سُخونَة البُنْدقيّة لا تَسْمح لِتلْك الأَلْواح الزّبديّة بالبَقاء، فَقدْ لَفتتْ بَعْض التَّقارير المُخْتصّة، أَنّ نسْبة السّوريين المُؤهّلين للعَمل والرّاغبين بالهِجْرة مِنْ ذَوي المُؤهّلات الجيّدة قَدْ جَاوزَت الـ16% مِنْ إِجْمالي قُوّة العَمل خِلال العَاميْن الأَوّليْن للثّوْرة فَقطْ، وَهَذا الرّقَم مُرشّحٌ ليتَضاعَف مِراراً مَعْ تَتَالي أَعْوام الحَرْب، وهُو مَا يُهدّد بخَواءِ البِلادِ مِنْ صنّاعها المَهرة، ويُذكّر بِأيّام الغَزَوات القَديمَة حينَ سَاقَ جِنْكيز خَان أَمْهر الصنّاع مَعَه لتَزْيين عَاصمتِه وَتَرَك البِلادَ خَراباً في خَراب.
ومَعْ خُروج نَحْو 40% مِنْ قُوّة العَمَل خَارج الخدْمة نَظَراً لاِنْتشار البَطالة، تَتَبادر إلى الذّهْن نِسَب الإِعَالةِ المُرْتفعة التي يُغطّيها العَاملونَ لِعَوائلهم حَيْث بَلَغت في سُورية نحو 4،4 % لكلّ عَاملٍ، وهي نِسْبة عَاليّة بالمُقَارنة مَع مَثيلاتها مِنْ الدّولِ المُجَاورة ، تُعزّزها سيَاسَة تَحْديد النّسْل المَفْتوحة عَلى مِصْراعيْها أَصْلاً، مَا أَدّى لِتَفاقم المَأْساة وانْتقال أَثَرها خَارج قُوّة العَمَل، ويَعْمل مُعْظم مَنْ حَالفهم الحَظّ بأَكْثر مِنْ 16 سَاعةَ عَمَلٍ يَوْميّاً، وفي اخْتصاصاتٍ بَعيدةٍ عَنْ عَملهِم الأَصْليّ، ويُسبّب ذَلك مَا يُعْرف اصْطلاحاً بالبَطالةِ الاحْتكاكيّة النّاتِجة عَنْ تَغيّر العَمل وتَنقّل العَامل مِنْ مِهْنة أُخْرى وانْخفاضُ إِنْتاجيّته بالضَّرورة، مَا يُفْضي إِلى اِنْخفاضٍ لاحقٍ في النّاتج القوْميّ الإِجْمالي للبِلاد. يُعزّز كلّ ذَلك التَضخم المُفْزع الذي ضَرَب كلّ مَرَافق الحَياة الاِقْتصاديّة والاجْتماعيّة، ووَصَل لِمسْتوياتٍ قِياسيّة تَجاوَزت الـ 200 % وأَكْثر، فيما يَخصّ الغِذائيّات عَلى نَحْوٍ خاص. وَإنْ كَانَ كلّ ذَلك لا يَكْفي فَقدْ عزّزتْه السّياسَات الخَاطئة التي عَكَفت على التّدْريب الغَيْر مُتوازن واللامُتَناسق مَعْ مُتطلّبات سُوق العَمَل، مَا سَبّب هَدْر المِلْيارات مِنَ الليْرات جزَافاً، فَكَان أَوْضح حَلَقات ذَلك التّخبط بَرامج قُروضِ البّطالة التي أَحْدثت تَغيّراً هَجيناً في بُنْية سُوق العَمَل، فَأَخْرجت المُؤهّلين عِلْميّاً بِشكْل غَيْر مُباشر مِنْ سُوق العَمَل العِلْميّ، لتدْمجهم في أَعْمال ونَشاطاتٍ عَضليّة لا تَمتّ لِدراستِهم بِصلة، ولا تُراعي مُتطلّبات التّنْمية الهَزيلة أَسَاساً، وهُو ما أَذَاب التّراكمَ العِلْميّ والمَاديّ الذي أُنْفق عَليْهم في سَنواتٍ خَلَت.
لا يُذكّرني ذَلك سِوى بالآيةِ الكَريمة التي تَتحدّث عَنْ امْرأةٍ بمكّة كَاَنت تَغْزل أَثْواباً رائعةَ فتُبْقي العُقْدة الأَخيرة، فَتَعْمد إِليْها فَتنْسل الثّوْب كلّه قَبْل أَنْ يَكْتمل، فَضَرب الله لَها مثلاً ( وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا). لَكنّهم نَقَضوا الغَزْل فَكُنا أَنْكاثاً.
ونَسْتمرّ في صُعود دَرَجات الحَرارة فَنَصل إلى المِيزان التّجاريّ وعَجْزه الاِسْتثنائيّ، فَلَم يَكنْ المِيزانُ التّجاريّ مِنَ الأُمور التي تَشْغل البَال الاِقْتصاديّ قُبيْل الثّوْرة، كَوْنه لَمْ يَتَجاوز الـ 25 %، وكَان يُغَطّى نَفْطيّاً حَيْث أَنّ القِطّاع النّفْطيّ كَانَ يُدْخل ما يُقَارب تِلْك النّسبة فَيْبقى عَجْزاً بَسيطاً لا يُكاد يُذْكر. لَكنّ الآيةَ انْقلَبت مَع سُخونة البُنْدقيّة، فالصَّادراتُ بِدايةً تَوقّفتْ نَتيجة خُروج حَلب خَارج المَشْهد الاِقْتصاديّ تَقْريباً، وتَحوّلتْ المِلْيارات التّسْعة مِن الدّولارَات التي كَانَ يدّرها التّصْدير إلى وَاردات صَافيّة، تُضَاف إلى عَجْز الوَاردات الأَسَاسيّ، كَما أَنّ النّفْط قَدْ خَرج عَمليّاً خَارج دَائِرة الحسَابَات المَاليّة كَوْن مُعْظم آَباره تَحْت سَيْطرة المُعَارضة أَوْ غَيْرها مِنَ الجَمَاعات، كَما أَنّ أَسْواق التّصْدير الأوربيّة والأَمريكيّة، قَدْ أُوصِدتْ بِوجْه مَا تَبقّى مِنَ الصّادرات السّوريّة، ولَمْ يَتبقَّ سِوى بَعْض الأَسْواق في روسيا وإيران وفَنْزويلا. وهُو إِجْراءٌ لا يُمْكن اعْتباره سِوى حلاًّ مؤقّتاً لا يُمْكن التَّعْويل عَليْه في ظلّ عَجْزٍ يَنْتهز الـ 30% في أَكْثر التّقْديرات تَفاؤلاً، ويَكْفي أَنْ نَعْلم -لِسُخونةِ البُنْدقيّة والأَرْقام- أَنّه ومُنْذ مَطْلع الثّوْرة، امْتنعَت السّلْطات الرّسْمية المَعْنية بِذلك عَنْ نَشْر أَيّ إِحْصائيّات أَوْ مُؤشّرات عَلى حَركةِ الاِسْتيراد والتّصْدير.
نُواصِلُ السلّم صُعوداً وَمَعه تَزْداد سُخونة البُنْدقيّة ونَذُوب مَعْ زبْدتنا الرّائِبة. إِنْ كَانَ الموْت وَاحداً كَما يَدّعي المُتنّبي، فإِنّ لَه أَلَماً يُضاهي أَسْبابه المُتعدّدة جَميعها حينَما يُقْتل المَرْء بسلاحٍ اشْتراه مِنْ عَرقِ جَبينه وضَنى دَمه. لا تُؤْلم القَذيفة (قَذيفة الطّائِرة) وهي تَنْهال عَلى المَسَاكن الآَمنة قَدْر ما تُؤْلم الـ 5000 دولار التي تُكلّفها كلّ واحِدةٍ منْها، لتَسْتثْمر في الدّم وتُنْتج خَراباً، وأَلَماً، وقَهْراً يَكونُ نَاتجها القَوْميّ الجَديد وزِبْدتها السّوْداء الجامِدة، ولا نَمْلك إلاّ أَنْ تُصابَ أَعْيننا بفَوْضى الأَرْقام قَسْراً وهي تُشاهد 32000 دولاراً تحُلّق في سَماء سُورية يَوْمياً، ويَسْقط مِنْها 12 مَلْيون دُولار شَهْرياً ولَيْس في وِسْعنا حَتْماً أَنْ نُحْصي ما يَسْقط ومَا يَتمّ إِسْقاطه ومَا يَسْقط منّا ومَا يَتمّ إِسْقاطه قَسْراً.
تَتَضارب الأَرْقام، وتَتَضارب الإِحْصائيات حَوْل الأَعْداد الدّقيقة لِكلّ شَيْء، تَتحدّثُ بَعْض التّقاريرِ عَنْ 3700 دبّابة وأَكْثر مِنْ 360 طَائرة، وعَشَرات الآلافِ مِن الجنُود خَسرها النّظَام في مُحاوَلته قَمْع الثّوْرة حتّى الآن، ويًسْتدلّ البَعْض مِنْ سِجلات الجِيْش بِترْقين قُيود المِئات مِنَ الآليّات تَغْطيةً للْخَسائر.
يُهوّل البَعْض، ويُقلّل البَعْض الآَخر مِنْ كلّ ذَلك، أَمّا الرّقَم الأّكيد فهُو في أَحْسن الأَحْوال والتّقْديرات خسَارة سُورية بامْتياز ما يُقارٍب الـ 150 مِلْيار دُولار، مِنْها 85 مِلْيار حتّى الرّبْع الأوّل مِنْ عَام 2013 وَحْده. وَتُشير بَعْض الدّراسات إلى أَنّ تَكْلفة المَجْهود الحَرْبيّ قَدْ تَصل إلى مِلْيار دُولار شَهْريّاً مِنْ كافّة القِطّاعات الحَرْبيّة، وهُو ما يَعْني إِفْلاس النّظَام حِسابيّاً بَعْد 18 شَهْراً مِنَ الثّوْرة، باِحْتساب الرّصيدِ الأَساسيّ للقَطْع الأَجْنبيّ الذي كَانَ مُتوفّراً في البَنْك المَرْكزيّ قُبَيل اِنْدلاع الثّوْرة والمُقدّر بِنَحْو 18 مِلْيار دُولار.
يَسْتمرّ التّدرجُ صُعوداً عَلى مِيزان حَرارة البُنْدقيّة، ونَزْداد صُعوداً «إلى الهَاويّة»، حَيْث تُشير بَعْض التّقْديرات إلى أَنّ نَحْو 45% مِنَ السّوريين قَدْ أَصْبحوا فِعْلاً تَحْت خَطّ الفِقْر العَالميّ (والمُحَدّد بِأقل مِنْ 1،25 دُولار لليَوْم)، قِيَاساً إلى ربْع هَذا الرّقَم قُبيْل انْدلاع الثّورة حَيْث سجّل آَخر إِحْصاءٍ رَسْميّ نَحْو 12 % مِنْ إِجْمالي السّكان. وَعنْدما نَتحدّث عَنْ 45% فَذَلك يَعْني رَقميّاً نَحْو 12 مَلْيون سُوريّ يَطُوفون قَسْراً فَوْق أَلْواح زبْدتهم الذّائِبة، وقَدْ سَاهَم مُعْظمهم في تَكْوين أَلْواحِها. هُو ذا «تَوْقيت المُسدّس» الذي تَحدّث عَنْه درويش، تَوْقيتُ البُنْدقيّة التي تَقف حَائلاً بَيْن ريتا وعُيون الشّعب، تِلْك هي قصّة الزّبْدة والبُنْدقيّة قَبْل أَنْ تَكون القصّة ايْديولوجيّة سُلْطة حَاكمة هي بِكلّ تَأْكيد خَيار شَعْب عَليْه أَنْ يَخْتار إِنْتاج الزّبدة أَوْ إِنْتاج البُنْدقيّة، هُو دَافِع الضّريبة أوّلاً وآخِراً، لَيْس ضَريبَة مَاله فحسْب، بَلْ ضَريبة دَمِه أَيْضاً، ضَريبةَ سَنَوات عَملٍ مُضْنٍ وَعَرقٍ شَريف سَرَق في لَحْظة غَفْلةٍ ثَوْريّة وسُلطة تَفْهم اللّغة النّيْرونيّة وحَسْب، بَيْن التّدرج في المَنْحنى -مَنْحنى الزّبْدة / البُنْدقيّة- صُعوداً وهُبوطاً تَتَقافز أَلْواح الزّبْدة، وتَتَطاير رَصَاصاتُ البُنْدقيّة أُفقيّاً وعَمُوديّاً وَمَعَها يَتَطايرُ الشّعْب أَشْلاءً أَوْ إنْماءً، قَدْ يَغْدو الأَمْر سُرْيالياً عنْد أَحد طَرفيْ المَنْحنى لَكنّهما لَنْ يَجْتمعا في عَشَاءٍ رَبّانيّ أَبَداً.
اضف تعليق